أباطرة الأدوية في العالم يتحدون عالما لبنانيا طور علاجا فذا للسرطان
الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008 - 16:12
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] د. ميشال عبيد
أثار اكتشاف الباحث اللبناني ميشال عبيد (25 عاما) علاجا للسرطان بعد تطويره لاكتشافات سالفة مستندا إلى فهم جديد لآلية عمل المرض، وفي حين تعتمد المعالجات الرائجة للسرطان على مواد كيميائية تضعف جهاز المناعة، إلا أن اكتشاف عبيد تقضي بفعالية على الآلية المسببة للسرطان دون إلحاق أذى بالمريض.
ويشرح عبيد اكتشافه قائلا: "إن الخلايا السليمة تحمل على سطحها مواد عضوية وبروتينية يستطيع جهاز المناعة بواسطتها تحديد هويتها. والسرطان يخفي هذه المواد بإدخالها إلى الخلية، فيعجز جهاز المناعة عن رصدها، فيقوى السرطان ويتمدد في الجسم".
وأوضح أن العلاج الجديد ارتكز على تأمين إعادة المواد العضوية والبروتينات من داخل الخلية السرطانية إلى سطحها، ليتمكن جهاز المناعة من رصدها والقضاء عليها مثلما يتمكن من القضاء على الفيروسات والأجسام الطارئة على الجسم.
وأعلن عن تأثير جديد للدواء الذي يلتصق على شرايين الكتل السرطانية ويضيّق الخناق عليها، فيمنع تغذية الخلايا بالدم فتضعف وتموت، ويسهل ذلك عمل جهاز المناعة للقضاء التام عليها.
ثم تحدث عن التجارب التي أجراها على الفئران مشيرا إلى أنه تمت زراعة الأورام في 12 ألف فأر، وتركت لتنمو إلى نسبة 12% من حجم الجسم، وهي نسبة كبيرة جدا. ثم تم تجريب الدواء الجديد على 4732 فأرا لمرة واحدة، وصولا إلى المرحلة الأخيرة التي نجا بنتيجتها 90% واختفى الورم نهائيا. وتحسنت أوضاع الـ10% كثيرا.
وذكر أن الدواء الذي اكتشفه طبق على الفئران دون أثر سلبي، على خلاف العلاج الكيميائي الذي أفقدها نحو 50% من وزنها. وتناولت التجارب الأنواع الشائعة من السرطان مثل سرطانات الصدر والعظم والأمعاء الغليظة والكبد.
عقبات وتحديات
لم يكن طريق د. ميشال عبيد مفروشا بالورود فقد واجهته مشكلات عديدة أهمها مواجهته لخطر هوامير الأدوية العالميين والذين وقفوا مرارا أمام اكتشافاته كي لا تهدد تجارتهم.
يقول عبيد إنه "استدان نحو نصف مليون دولار من البنوك للحصول على براءة اختراع لاكتشافاته" التي يواجهها سوق دواء يتعدى 200 مليار دولار سنويا، لافتا إلى أن عليه دفع مئات آلاف الدولارات سنويا لتجديد براءات الاختراع، وإلا فقدها.
ويضيف أنه يريد إتباع الطرق العلمية المعتمدة عالميا عبر قوانين دولية مما يتطلب تبنيا للاختراع، مشيرا إلى أن شركات الأدوية لا تريد ضرب إنتاجها، وإلى أنه يبحث عن مستثمرين لهذه الاكتشافات لكنه لم يتلق إجابات حاسمة بهذا الخصوص.
رد فعل عالمي
أثارت اكتشافات عبيد اهتمام العلماء وشغلت الصحف العالمية، وكتبت عنه العام الماضي جريدة لو باريزيان الفرنسية تحقيقا بعنوان "السرطان: الاكتشاف الذي لا يصدق لباحث في الـ24"، كما نشرت مجلة نيتشر ميديسين تحقيقا مماثلا.
وتبنته هذا العام أكاديمية العلوم الفرنسية التي يرشح المنتمون إليها للحصول على جوائز نوبل، وصنفه معهد أميركان بيوغرافيكال الذي يحصل على معلوماته من وزارة الأبحاث والصحة الأميركية، بين أول ألف من كبار أدمغة القرن العشرين.
كما أدرج اكتشافه في فرنسا بين أهم ستة اكتشافات على الإطلاق، واختارته اللجنة الوطنية للأبحاث الطبية الفرنسية التابعة لوزارة الصحة الفرنسية، واحدا من أهم باحثي 2007.
وكان عبيد قصد مدينة تولوز الفرنسية عام 2001، ثم انتقل إلى معهد غوستاف روسي وفي نيته التوصل إلى قهر السرطان حيث بدأ أبحاثه ودراساته وتوصل إلى اكتشافه. ويتابع اليوم أبحاثه خارج المعهد محاولا تأسيس مركز خاص لمتابعتها.